المصارف الرقمية لعبة واضحة للبنوك المركزية تماشي الرؤى الوطنية بالمنطقة
المصارف الرقمية لعبة واضحة للبنوك المركزية تماشي الرؤى الوطنية بالمنطقة

المصدر: الراي. اخبار البنوك في الشرق الأوسط.

ذكرت مجلة «ذي بانكر» أن عام 2021 سيكون عاماً مفصلياً للخدمات المصرفية للأفراد في الشرق الأوسط، مع الإطلاق المتوقع لأول بنوك رقمية بحتة في المنطقة.

وأوضحت أنه من المقرر أن يبدأ 5 لاعبين جدد خدماتهم قبل نهاية العام في السعودية والإمارات، وأن يحصل جميعهم باستثناء واحد على تراخيص كمشاركين حقيقيين في مجالات جديدة، مبينة أن منح التراخيص للاعبين رقميين في الشرق الأوسط من نواح كثيرة «لعبة واضحة» للبنوك المركزية في المنطقة، ويتماشى مع أهداف الابتكار الرقمي الرئيسية المنصوص عليها في إستراتيجيات التنمية الوطنية، مثل رؤية السعودية 2030 ودبي الذكية في الإمارات.

وترى «ذي بانكر» أن الزخم وراء (الخدمات المصرفية الرقمية فقط) بدأ في الظهور في أوائل عام 2020، عندما نشر البنك المركزي السعودي (ساما) ضوابط جديدة للخدمات المصرفية الرقمية البحتة، وإرشادات الترخيص المصرفي للجهة الرقابية والمعايير الدنيا للبنوك الأخرى.

ومع ذلك، أعلنت شركة القابضة للاستثمار في الإمارات عن خططها في أكتوبر 2020 لإطلاق بنك رقمي فقط، وبعد 6 أشهر جاء الإعلان عن إنشاء أول بنكين رقميين في الإمارات هما «زاند» وبنك المارية المحلي، وكلاهما سيدخل السوق باستخدام ترخيص مصرفي جديد تماماً.

وأضافت «ذي بانكر» أن إعلان «زاند» كان جديراً بالملاحظة بشكل خاص، حيث تولى محمد العبار – رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية ومقرها دبي وأحد أبرز رجال الأعمال في البلاد – منصب رئيس مجلس إدارة البنك الجديد.

وفي السعودية، أعلن البنك المركزي في يونيو من هذا العام، عن منح أول ترخيصين مصرفيين رقمياً فقط في المملكة، حيث تم أحد الترخيصين لشركة «STC Pay»، ذراع الدفع الناجح لشركة الاتصالات السعودية stc، وذهب الآخر إلى كونسورتيوم بقيادة شركة الاستثمار المحلي عبدالرحمن بن سعد الراشد وأولاده (أرتار).

ظروف مواتية

وأفادت «ذي بانكر» أن السعودية والإمارات تعدان من نواحٍ عديدة، أرضاً خصبة للبنوك الرقمية الجديدة، نظراً للتركيبة السكانية الشابة في البلدين، حيث تقل أعمار نحو ثلثي السعوديين والإماراتيين عن 35 عاماً، كما تبلغ نسبة انتشار الهواتف الذكية في كلا البلدين 97 في المئة، مقارنةً بـالمعدل الوسطي البالغ 95 في المئة في أوروبا بحسب شركة ديلويت.

وقال الشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ غروب في دبي، محمد خان: «الأساسيات في الإمارات إيجابية للغاية بالنسبة للاعبين الرقميين الجدد، حيث توجد حصة كبيرة من المستهلكين المتطورين، والدولة بشكل عام شابة ومتفاعلة للغاية رقمياً»، مضيفاً «تشير الأبحاث التي أجريناها هذا العام إلى أن 60 في المئة من عملاء الخدمات المصرفية للأفراد غير راضين عن بنكهم الحالي، وأن 75 في المئة منفتحون على التحول إلى بنك رقمي بالكامل».

وفي حين أن المقرضين الحاليين في الإمارات قد عززوا عروضهم الرقمية في السنوات الأخيرة – في كثير من الحالات أطلقوا عروضاً رقمية مستقلة – كان نظراؤهم في السعودية حتى الآن أقل استباقية، فالدخل المرتفع من سوق الرهن العقاري في البلاد من نواح كثيرة يحد من الحاجة إلى الابتكار الرقمي.

وأوضح مدير شركة الاستشارات 11:FS هنري إيغان أن التجربة الرقمية التي تقدمها بنوك التجزئة السعودية لا تزال على وجه العموم متأخرة عن المنحنى مقارنة بالشركات المالية الإقليمية والدولية الرائدة.

وفي حديثه خلال إحدى المناسبات في دبي في يونيو، قال الرئيس التنفيذي لشركة زاند والرئيس السابق للمجموعة الرقمية في DBS في سنغافورة أوليفييه كريسبين، إن البنك الجديد سيستهدف العملاء الأفراد والشركات على حد سواء ويقدم معدلات إيداع تبلغ نحو 2 في المئة، وفقا لتقرير «سي إن بي سي».

وكان بنك المارية المحلي قد أعلن في يونيو الماضي أنه قد أتاح منتجاته وخدماته المصرفية للعملاء.

«المتحد» واستحواذ «بيتك»

أفادت «ذي بانكر بأنه لطالما أعربت البنوك المركزية في جميع أنحاء المنطقة عن انفتاحها على اللاعبين الرقميين الجدد (البنوك الرقمية البحتة)، حتى مع فشل اللوائح التي تسمح لمثل هذه البنوك في الظهور لسنوات عديدة، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يقوم بنك الكويت المركزي بتحويل الترخيص المصرفي المحلي للبنك الأهلي المتحد إلى ترخيص رقمي فقط كجزء من استحواذ بيت التمويل الكويتي «بيتك» المرتقب على «الأهلي المتحد»، حيث لم تتم الصفقة حتى الآن بعد تأجيلها بسبب جائحة كورونا.