اخبار البنوك في العالم.
تكبد بنك باركليز خسارة كبيرة الشهر الماضي بعد انهيار صفقة استحواذ بقيمة 8 مليارات دولار على شركة للتكنولوجيا الحيوية، ومع تراجع سعر صرف الكرونة السويدية.
سر البنك الذي يتخذ من لندن مقراً له حوالي 100 مليون دولار في عمليات التحوط ضد سعر صرف العملات، بعد أن سحبت شركة الأسهم الخاصة الأمريكية “أدفينت إنترناشيونال” وصندوق الثروة السيادي السنغافوري “جي آي سي” عرضهما لشراء شركة “أورفان بيوفيترام أي بي” السويدية في ديسمبر، بحسب مصادر مطلعة.
بالمثل تكبد مورغان ستانلي ودويتشه بنك خسائر بنحو 20 مليون دولار لكل منهما في تعثر صفقات، بحسب أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لتحدثهم عن أرقام خاصة.
فض المتحدثون الرسميون باسم كل من “باركليز” و”دويتشه بنك” و”مورغان ستانلي” و”أدفنت” التعليق على هذه الأخبار.
تداول العملات الطارئة
في سبتمبر الماضي، قدمت شركة “أدفنت” وصندوق الثروة السيادي السنغافوري “جي آي سي” عرضاً لشراء “سوبي” مقابل 69 مليار كرونة (8 مليارات دولار)، في صفقة لو تمت كانت ستُعد أكبر عملية استحواذ في منطقة دول الشمال منذ سنوات. كجزء من الصفقة، دخلت “أدفنت” في ما يسمى بصفقة تداول العملات الطارئة لتقليل تعرضها لتقلبات العملة السويدية “الكرونة”، بحسب بعض التصريحات. ذكر أحدهم أن الشركة سعت للتحوط بما يعادل 3 مليارات دولار من الكرونة السويدية، وتحمّل “باركليز” جزءاً كبيراً من الصفقة.
ستؤثر الخسارة على المجموعة الأولى من نتائج البنك التي أشرف عليها سي إس فينكاتاكريشنان، الذي ارتقى إلى منصب الرئيس التنفيذي في نوفمبر، بعد أن كان يشرف سابقاً على أعمال التداول. عان متداولو الفوائد والعملات في البنوك الأمريكية في الربع الأخير من العام الماضي، على الرغم من أنه كان عاماً بارزاً للبنوك الاستثمارية.
من المقرر أن يعلن باركليز عن نتائج أعماله للربع الرابع خلال الشهر المقبل. يتوقع المحللون أن تأتي النتائج بانخفاض في الدخل الثابت وإيرادات العملات والسلع بنسبة 12% على أساس سنوي، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
تقلبات غير مسبوقة
من المقرر أيضا أن يعلن دويتشه بنك نتائج أعماله يوم الخميس، وكان مسؤولوه التنفيذيون قد صرحوا في ديسمبر أن البنك واجه في الربع الأخير تقلبات غير مسبوقة في أسعار الفائدة والعملات والأسواق الناشئة. بالنسبة لمورغان ستانلي فإن انخفاض تداولات الدخل الثابت في الربع الرابع بنسبة 31% كان بمثابة خلل نادر رغم الأرباح القوية التي أعلنها الأسبوع الماضي.
يعد فشل الاستحواذ على “سوبي” بمثابة تذكير مؤلم للبنوك بالمخاطر المرتبطة بعقود التحوط الطارئة. يعد التحوط الطارئ أداة شائعة في الصفقات التي تتم عبر الحدود والذي يمكن أن يعرّض المقرضين لخسائر فادحة في حال لم تكتمل الصفقات، حيث تكون للعميل الحرية في عدم إتمام الصفقة.
شترطت “أدفينت” و”جي آي سي” أن يكون 90% من أسهم “سوبي” في عرضهما، وقاما بتمديد الموعد النهائي عدة مرات في محاولة للوصول إلى هذه النسبة. في الشهر الماضي، سحبا العرض بعد أن وصلا فقط إلى 87%، ما عرّض بنك باركليز وبنوك أخرى للانكشاف على الكرونة السويدية، والتي تراجعت بنحو 6% منذ تقديم العرض.
صفقات عالمية
جاءت تلك الخسائر في عام شهد إبرام صفقات عالمية بلغت 5 تريليونات دولار لأول مرة، مما عزز أرباح البنوك الاستثمارية. ارتفعت أحجام الصفقات في جميع القطاعات والمناطق، مدفوعة بالتمويل الرخيص والمشترين المولعين بشراء الأسهم الخاصة. احتل باركليز المركز السادس كمستشار لتلك الصفقات خلال العام الماضي، بحسب البيانات التي جمعتها بلومبرغ.
خسائر البنوك أيضاً جاءت من خسارة رسوم الصفقات. كان باركليز ودويتشه بنك من بين المستشارين الماليين للمشترين، بينما كان مورغان ستانلي المستشار المالي لـ”سوبي”.