تخطط صناديق الاستثمار العالمية التي يبلغ حجم أصولها نحو 9 تريليونات دولار نحو التحول إلى استثمارات صفرية الانبعاثات الكربونية بحلول العام 2050 في خطوة قد تغير من خارطة الاستثمارات العالمية لتلك الصناديق التي تضخ سيولتها عبر أنواع مختلفة من الأصول الاستثمارية.
ويشير تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” إلى أن صناديق استثمارية عملاقة على غرار Fidelity وSchroders وUBS Asset دخلت في سلسلة من النقاشات مع عملائها حول تبني هذا الاتجاه عبر محافظهم الاستثمارية المختلفة خلال الفترة المقبلة.
ويعني القرار الذي تسعى الصناديق الاستثمارية العالمية تطبيقه أن الشركات التي ستتعثر في الالتزام بالمعايير البيئية لن تصبح في مرمى الصناديق الاستثمارية خلال الفترة المقبلة ما لم توفق أوضاعها ما قد يمثل تحولا واضحا في بوصلة الاستثمارات العالمية خلال السنوات المقبلة.
ويقول الشريك المؤسس في Generation Investment ديفيد بلود للصحيفة “التحول نحو الانبعاثات صفرية الكربون سيكون التحول الأكبر في تاريخ الاستثمار العالمي، ونود أن نوضح أنه لم يعد هناك المزيد من الوقت لهدره، فالتحول قادم لا محالة”.
ويتابع “لا يمكن الاستهانة بفرص التحول التي تظهر خلال السنوات القليلة المقبلة. بدون وجود صناديق الاستثمار العالمية في المشهد فإن القدرة على تنفيذ بنود اتفاقية باريس للتغير المناخي ستصبح على المحك”.
ويقول محللون للصحيفة أيضا إن عوائد الاستثمار المالية ستخضع خلال الفترة المقبلة لمخاطر تحولات التغير المناخي مع الوضع في الاعتبار أن شريحة عريضة من الشركات والاستثمارات التي تقدم عوائد مرتفعة في مشهد الاقتصاد العالمي لا تلتزم ولو قليلا بالمعايير البيئية.
غير أن الاستثمارات في تلك النوعية من الصناديق شهدت ارتفاعا مطردا في الآونة الأخيرة، إذ تشير بيانات Morningstar إلى أن حجم الاستثمارات في الصناديق الخضراء للمؤشرات المتداولة بلغ نحو 1.2 تريليون دولار بنهاية الربع الثالث من العام الجاري بارتفاع نسبته 19% على أساس فصلي مقارنة مع الربع الثاني من العام الجاري.
وارتفع صافي التدفقات في تلك الصناديق بالربع الثالث بنحو 14% إلى 179 مليار دولار في إشارة على التحول المبكر الذي تشهده خارطة الاستثمارات العالمية نحو التوجه إلى الاستثمارات الصديقة للبيئة.