لقد أصبح سوق أبو ظبي العالمي اليوم مقراً رئيسياً لعشرات الشركات الناشئة
لقد أصبح سوق أبو ظبي العالمي اليوم مقراً رئيسياً لعشرات الشركات الناشئة

المصدر: صحيفة الاتحاد. اخبار البنوك في الامارات.

نجحت أبوظبي خلال السنوات القليلة الماضية، بأن تصبح أحد أهم المراكز العالمية لجذب رأس المال المخاطر، من خلال البنية التشريعية والقانونية والبنى التحتية المتوفرة، والأدوات الاستثمارية والشركات المحلية ذات الأذرع الاستثمارية الدولية في شتى المجالات، لتتحول العاصمة الإماراتية بذلك إلى قبلة، هي الأولى بلا منازع في الشرق الأوسط، للمبتكرين والمبدعين والشركات الناشئة، من شتى أنحاء العالم، التي تبحث عن موطئ قدم لها في المستقبل.

لقد أصبح سوق أبوظبي العالمي اليوم مقراً رئيسياً لعشرات الشركات الناشئة، وبدعم من رأس المال الذي خصصته حكومة أبوظبي عبر منصاتها المختلفة للاستثمار في هذا القطاع ودعم نموه وتطوره، تعتبر المنطقة المالية الحرة بجزيرة المارية حالياً، الحاضنة الرئيسية لمئات المبتكرين والمبدعين من كافة أنحاء العالم، الذين حصلوا على التمويل اللازم لمشاريعهم وبدأوا بالانطلاق للسوق المحلي والإقليمية والعالمية.

وقال ظاهر بن ظاهر المهيري، الرئيس التنفيذي لسلطة التسجيل لدى سوق أبوظبي العالمي لـ «الاتحاد»: «لقد نجحنا خلال الخمسة أعوام الماضية في استقطاب رواد الأعمال والشركات، بما فيها الشركات الناشئة، من الدولة ومن كافة أنحاء العالم، وقد أدى انتشار فيروس كورونا المستجد إلى زيادة الحاجة إلى ضمان توفير بيئة أعمال متكاملة تدعم استثمار رأس المال المخاطر في الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة».

وأضاف: أن سوق أبوظبي العالمي بدوره كان سباقاً في توفير إطار عمل صناديق رأس المال المخاطر، الذي يوفر مزايا وتسهيلات متعددة ونظاماً شاملاً لترخيص صغار مديري الصناديق في المنطقة، بما يعزز مجتمع الأعمال وبيئة العمل الحيوية للشركات والمشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة ضمن القطاعات كافة، بما فيها قطاعات المستقبل في الدولة.

وقال المهيري: لقد شهدنا في سوق أبوظبي العالمي خلال 2020 نمواً كبيراً في عدد صناديق رأس المال المخاطر التي حصلت على ترخيص من السوق، وتلك التي تقدمت بطلب الحصول على ترخيص، مبيناً أنه يعمل حالياً في السوق 15 صندوق استثمار لرأس المال، فيما يدرس السوق العديد من طلبات الترخيص الجديدة لصناديق رأس المال المخاطر لترخيص المستوفي المعايير منها خلال الفترة المقبلة.

وأضاف: سنوفر الدعم اللازم لهذه الصناديق لنضمن تعزيز الدعم والتمويل الذي ستقدمه الصناديق للمشاريع الناشئة والمبتكرة.

وقال: نجحنا في إثبات مرونة واستدامة بيئة العمل لدينا، وعززنا مكانة سوق أبو ظبي العالمي وأبو ظبي كوجهة عالمية للأعمال، بفضل إطار العمل المتكامل لدى السوق ومقومات الاستثمار الكبيرة التي تقدمها أبو ظبي، بالإضافة إلى تعاوننا المستمر مع شركائنا الاستراتيجيين، أمثال مبادلة ومكتب أبو ظبي للاستثمار، الذين كان لهم دور كبير في تعزيز قطاع صناديق رأس المال المخاطر في أبو ظبي.

  • رأس المال المُخاطر

ويعرف أيضاً برأس المال «المغامر» أو رأس المال «المجازف»، وهو نوع من أنواع الاستثمار يراهن فيه الممول أو المستثمر الذي يملك المال على ابتكار جديد أو فكرة أو مشروع لشخص أو شركة صغيرة ناشئة لا تملك التمويل اللازم لإطلاق وتنفيذ مشروعها.

والتمويل الذي يضخ في مثل هذه المشاريع يقابله حصة محددة من الملكية في المشروع أو حصة من حقوق الملكية الفكرية للابتكار الجديد، أو حصة من الأرباح المتوقعة من المشروع لفترة زمنية محددة، ولا يوجد في معظم الأحيان ضمانات عينية أو مادية تعادل قيمة رأس المال المطلوب للتمويل، ويكون الضمان الوحيد هو مستوى الثقة التي يملكها الممول في المشروع أو الابتكار المراد تمويله، ولذا فإن مثل هذا الاستثمار يكون معرضاً لمخاطرة كبيرة أحياناً، ويعتبر «مغامرة» بمعايير الاستثمار التقليدي.

  • نمو متسارع

وخلال السنوات الماضية حقق سوق رأس المال المخاطر في العالم، نمواً كبيراً لاسيما في البلدان المتطورة وخاصة أوروبا، وظهرت مئات الشركات القابضة المتخصصة في تمويل المشروعات الناشئة والابتكارات الجديدة، خاصة في ظل التطور الرقمي والتكنولوجي والذكاء الاصطناعي، الذي بدأ يخيم على كافة مناحي الحياة، ويرتكز تطوره في جوهره على الابتكارات الجديدة.

وتقوم هذه الشركات عادة بالتخارج من الشركات الناشئة بعد تطويرها ونجاحها، عبر طرح أسهمها للاكتتاب العام أو الخاص، أو من خلال عمليات الدمج أو بيع حصتها لشركات أخرى.