المصدر: فوربس ميدل إيست
شكلت جائحة كورونا تحدياً غير مسبوق لقطاع الأعمال والشركات، ما اضطر عددا كبيرا من الشركات الى تخفيض العمالة، وأخرى الى تصفية أعمالها في ظل عدم قدرتها على تحمل عمليات الإغلاق والركود الاقتصادي.وعلى صعيد الشركات الناشئة.
وشهدت 72٪ من الشركات الناشئة في العالم تراجعًا في إيراداتها منذ بداية الأزمة، مع انخفاض متوسط بنسبة 32٪. وفقًا لتقرير صادر عن شركة الأبحاث Startup Genome ومقرها سان فرانسيسكو.
وفي الشرق الأوسط، أعلنت ثلاث شركات ناشئة عن إغلاق تام هذا العام. هي السوق الإلكتروني للأمهات والأطفال Sprii ومنصة التجارة الإلكترونية Awok.com، ومتجر الأزياء المحتشمة The Modist. وألقت جميع هذه الشركات بالملامة على جائحة Covid-19 كسبب رئيسي لإغلاقها، ولديها ثلاثة عوامل مشتركة، ما يثير تساؤلات حول الرابط بين هذه العوامل والفشل في ظل نجاح التجارة الالكترونية عاليما في ظل الإغلاقات.
قطاع التجارة الإلكترونية
على الرغم من أن العديد من الشركات الناشئة التي شملتها قائمة “أكثر 50 شركة ناشئة تمويلاً في الشرق الأوسط” قالت إنها وجدت هذا العام فرصًا في الأسواق الرقمية، إلا أن الشركات الناشئة التي أغلقت في الشرق الأوسط هذا العام كانت تعمل في التجارة الإلكترونية .
ووفقًا للإصدار السادس من “تقرير الوضع العالمي لقطاع الشركات والأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة”، و هي دراسة أجرها كلاً من فيسبوك والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تجاوزت المبيعات الرقمية للشركات الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أرقام ما قبل الجائحة.
ورغم تحوّل الطلب من تجارة التجزئة التقليدية إلى التجارة الإلكترونية على مستوى العالم، لم تستفد جميع منصات التجارة الإلكترونية وقطاعات المنتجات من هذا التحول، لا سيما المنتجات التي تعتبر غير أساسية، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
يقول أيمن إسماعيل، المدير المؤسس لمسرّعة الأعمال AUC Venture Lab ومقره القاهرة، إن الاعتقاد بوجود طفرة في التجارة الإلكترونية بسبب الوباء “مبالغ فيه”، مضيفًا أن الوباء خلق منافسة أقوى في هذا القطاع.
وكرر كبير مسؤولي الاستثمار في شركة Advisable Wealth Engines للاستشارات المالية أيمن أبوهند تصريحات إسماعيل، قائلاً إن أي شيء كانت تبيعه الشركات الناشئة الثلاثة يمكن العثور عليه بسهولة على منصات التجارة الإلكترونية الأخرى مثل أمازون.
قال أبو هند: “أعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية لفشلها هو أنها عملت في قطاع تنافسي للغاية، معدّل الحرق فيه مرتفع.
جولات كبيرة من التمويل
تظهر المعطيات أيضاً أن تلك الشركات نجحت في الحصول على مبالغ كبيرة من التمويل، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن نماذج الأعمال التجارية التي اتبعتها تلك وكيفية إدارتها. على سبيل المثال، جمعت Awok.com ما يقارب 30 مليون دولار قبل عام واحد فقط من إغلاقها، وهي إحدى أكبر جولات التمويل في الشرق الأوسط.
ووفقًا لكل من إسماعيل وأبو هند، لا علاقة بين مقدار الأموال التي تجمعها شركة ناشئة وفرص نجاحها،.
يقول اسماعيل: التمويل ليس سوى “مؤشر على الإمكانات”. فهناك عوامل مؤثرة أخرى مثل الإدارة السيئة ونموذج الأعمال والاحتيال المالي واحتياجات المستهلك التي تؤثر على احتمالية النجاح.
وأشار أبوهند إلى أنّ الفحص النافي للجهالة إجراء لا يتبعه جميع المستثمرين قبل التوظيف في شركة ناشئة، ما يجعلهم أكثر عرضة لخسارة الأموال. مشدداً على أهمية إجراء الفحص النافي للجهالة بدقة قبيل اتخاذ القرار الاستثماري.
مؤسس واحد
وتشترك الشركات الناشئة الثلاثة في أنه تمّ تأسيس كلّ منها على حدة من قبل مؤسس واحد، أي أن لكل شركة منها مؤسس فرد، وليس فريقا من المؤسسين. وبعض الآراء تفيد بأن الشركات الناشئة التي تعتمد على مؤسس فرد واحد، تعدّ أكثر عرضة للفشل عن تلك التي تنطلق بفريق من المؤسسين. على سبيل المثال، بينما يموّل المسرّع Y Combinator.
في Silicon Valley ينصح الخبراء المؤسسين الأفراد، بمشاركة مستمرين إثنين أو ثلاثة على الأقل كمؤسسين مشاركين.
ويعتقد أبوهند أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين فشل الشركة الناشئة واعتمادها على مؤسس واحد، قائلاً إن هناك “مخاطر مركزة” عند الاعتماد على تجربة شخص واحد فقط.
ومع ذلك، يعتقد إسماعيل أن هذه المسألة مهمة فقط في المراحل الأولى من إطلاق الشركة الناشئة ، حيث تقوم الشركات الناشئة في مرحلة لاحقة بجمع التمويل الكافي لتوظيف فريق من المدراء التنفيذيين ذوي الخبرة.
فيما يلي نبذة عن الشركات الناشئة التي أغلقت أبوابها هذا العام:
شركة Sprii
سنة التأسيس: 2015
المؤسس: سارة جونز
في ديسمبر، أفادت تقارير بأن منصة التسوق الإلكترونية Sprii قد تعرضت للتصفية، مما يمثل أحدث إغلاق لهذا العام في الشرق الأوسط. وقد نجحت الشركة في جمع 15 مليون دولار، وكانت آخر جولة تمويلية لها بقيمة 8.5 مليون دولار تم جمعها في عام 2019. كان لدي الشركة خطط للتوسع في منطقة الشرق الأوسط ، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والكويت وعمان والبحرين. تأسست في عام 2015 من قبل سارة جونز -التي لم نتلق منها أي رد حول استفساراتنا عن ملابسات اتجاهها الى تسييل الأعمال-، ونمت الشركة لتوظيف 130 موظفًا، بهدف أن تكون “متجرًا شاملاً لراحة المستهلك”.
شركة AWOK.com
سنة التأسيس: 2013
المؤسس: أولوغبيك يولداشيف
في سبتمبر، أعلنت منصة التجارة الإلكترونية AWOK.com ومقرها دبي أنها ستغلق بشكل نهائيً بسبب البيئة الاقتصادية العالمية الحالية. وأبلغت الشركة عملاءها عبر موقعها الإلكتروني: “بعد 7 أعوام ناجحة من توفير الأموال لعملائنا، من خلال إنشاء هذه الشركة الإقليمية، يؤسفنا إبلاغكم ً أن الأوضاع التي يمر بها العالم الآن لم تترك لنا خيارا آخر سوى الإغلاق.”
وتأتي هذه الأخبار بعد سنة على نجاح الشركة في جمع 30 مليون دولار من StonePine Capital Partners و ACE & Company SA و Al Faisaliah Venture. كانت الشركة تخطط لاستخدام التمويل للتوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصة في المملكة العربية السعودية.
ركز موقع AWOK.com، الذي أسسه أولوغبيك يولداشيف عام 2013، على بيع الإلكترونيات لشرائح الدخل المنخفض إلى المتوسط، حيث يقدم نحو 300 ألف منتج عبر 50 فئة تشمل كل شيء من الهواتف المحمولة إلى الأجهزة المنزلية إلى منتجات الصحة والجمال. كما أدارت أسطولها الخاص من شاحنات التوصيل ووظفت أكثر من 700 موظف.
شركة The Modist
سنة التأسيس: 2017
المؤسس: غزلان غينيز
أول ضحايا هذا العام كانت شركة الملابس المحتشمة الإلكترونية The Modist ومقرها دبي.
في أبريل، بعد ثلاث سنوات فقط على إطلاقها، أعلنت الشركة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها أنها ستغلق بشكل دائم، مبررة ذلك بأن الوباء قد ترك الشركة معرضة للخطر.
وقد نجحت الشركة، التي كانت مدعومة من قبل عملاق التجزئة المحلي مجموعة شلهوب وشركة التجزئة الإلكترونية العالمية Farfetch، في جمع تمويل كبير عام 2018 مع توقعات عالية للنمو في صناعة الأزياء المحتشمة التي تبلغ 484 مليار دولار. وقد ادعت الشركة أنها نمت بنسبة 200٪ بعد عامين فقط على إطلاقها.
باعت الشركة التي أسستها المديرة السابقة في شركة الأسهم الخاصة أبراج غزلان غينيز، منتجات أكثر من 130 علامة تجارية وقامت بشحن منتجاتها إلى أكثر من 120 سوقًا، وتشكل دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة أكبر أسواقها. كما أطلقت الشركة علامتها التجارية الخاصة، Layeur، وافتتحت متجرًا في مركز التسوق الشهير Bicester Village في أكسفوردشير لمدة شهرين.