قال غولدمان ساكس إن خطر تعرض العملة التركية لتقلبات حادة واضطرار صناع السياسات لرفع أسعار الفائدة بدرجة أكبر قد زاد بعد أن أبقى البنك المركزي سعره القياسي دون تغيير.

وقال مراد أونور المحلل في غولدمان “نعتقد أن مخاطر الهبوط الحاد قد زادت عقب قرار يوم أمس،” مشيراً إلى تصور محتمل يؤخر البنك المركزي فيه تشديد السياسة النقدية، بما يفضي إلى مزيد من التقلبات في العملة ومن ثم أسعار فائدة أعلى وانكماش في الطلب، وفقا لوكالة “رويترز”.

وقال غولدمان إن مستويات عجز ميزان المعاملات الجارية وسداد ديون القطاع الخاص يشيران إلى استمرار نزوح الأموال عن الاقتصاد، مضيفا أن ذلك يضغط على العملة واحتياطيات النقد الأجنبي.

وأضاف أونور “سيتعين على صناع السياسات معالجة تلك المسائل، ومازلنا نرى أن الفائدة سترتفع إلى 17% بنهاية السنة، لكن التوقيت سيمليه في النهاية أداء الليرة التركية.”

تقلبات حادة

تراجعت الليرة التركية يوم أمس الخميس بعد أن استقرت عند ما يزيد على 7.8 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى منذ السادس من أكتوبر تشرين الأول، مع ترقب مستثمرين اجتماع البنك المركزي والمتوقع فيه رفع سعر الفائدة.

وسجلت الليرة 7.8280، متراجعة نحو 0.4% بعد أن لامست 7.7935 عند إغلاق الأربعاء.

وفقدت العملة التركية نحو 24% من قيمتها هذا العام بسبب تضاؤل احتياطات النقد الأجنبي وتدخل باهظ التبعات للدولة في سوق العملة.

وشهدت العملة 4 أيام متتالية من المكاسب متعافية من مستويات قرب تراجع قياسي وصلت لها مؤخرا بفعل توترات جيوسياسية من بينها النزاع بين أرمينيا وأذربيجان والخلاف بين أنقرة وأثينا على ملكية موارد بشرق البحر المتوسط.

وأظهر استطلاع لرويترز أن من المتوقع أن يرفع البنك المركزي سعر الفائدة 175 نقطة أساس إلى 12% اليوم الخميس في تشديد إضافي للسياسة النقدية لمواجهة تضخم يفوق الـ10%.

الليرة في خطر

إلى ذلك، انتقد رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيلتشدار أوغلو في وقت سابق حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب انخفاض قيمة الليرة التركية إلى مستويات قياسية، وقال “لا أمان لليرة في حكومة أردوغان”.

وأكد كيلتشدار أوغلو في تغريدة نشرها عبر حسابه في تويتر، “ارتفاع الدين الخارجي لتركيا المقرر سداده خلال 12 شهراً المقبل إلى 171.4 مليار ليرة تركية بنهاية شهر يونيو”.

وأضاف “فقط في أغسطس وبسبب انخفاض قيمة الليرة زادت تكلفة هذا الدين للناس بمقدار 70 مليار ليرة، وفي الأشهر الـ 7 الأولى من العام الجاري، تم دفع 53.7 مليار ليرة من الموازنة لسد عجز نظام الضمان الاجتماعي، في الأشهر الـسبعة الأولى من العام الجاري، تم دفع فوائد إجمالية بقيمة 79.9 مليار ليرة”.

وأشار كيلتشدار أوغلو إلى أنّ “العجز في ميزانية العام الحالي بلغ في الأشهر الـ 7 الماضية 139.2 مليار ليرة، هذا المبلغ هو أعلى عجز في الموازنة في تاريخ الجمهورية التركية حتى الآن”.

وبحسب زعيم المعارضة التركية “ارتفعت نسبة الودائع بالعملات الأجنبية إلى إجمالي الودائع في البنوك إلى 53.6 في المائة، لا توجد ثقة في الليرة التركية، العملات الأجنبية والذهب في خزينة البنك المركزي لا يمكن أن تفي ديونه، صافي احتياطي النقد الأجنبي للبنك المركزي هو 37.8 مليار دولار، والمؤلم أكثر، لا أمان لليرة التركية في حكومة أردوغان، لأنه في تركيا أخذوا ديوناً بالدولار حتى من المواطنين، إلى أين وصلت تركيا”.

وختم كيلتشدار أوغلو تغريدته بالقول “تركيا لا تتم إدارتها، تركيا تتأرجح”