المصدر: الشرق بلومبيرغ. اخبار البنوك في أمريكا.
واصلت الأصول صعبة التقييم المملوكة لـ “مورغان ستانلي”، و”سيتي غروب إنك” الصعود في الستة أشهر الأخيرة من 2020.
وأعلن البنكان الموجودان في “نيويورك” عن زيادات مزدوجة الأرقام فيما يعرف بأصول المستوى “3”، والأوراق المالية الغامضة مثل القروض عالية المخاطر وبعض المشتقات التي تسببت في أضرار كبيرة أثناء الأزمة المالية العالمية، وفقا لتحليل أجرته “بلومبيرغ” لقوائمهم المالية.
وتميز هذه الزيادة البنكين عن أغلب البنوك الاستثمارية العالمية الأخرى التي شهدت تراجع مستوى هذه الصفقات في النصف الثاني من العام، مع هدوء الفوضى السوقية التي أشعلها وباء فيروس كورونا، ومن المقرر أن تعطي الشركات الأمريكية لمحة للمستثمرين عمّا إذا كان الربع الأول قد جلب المزيد من التحسن في تلك الفئات السوقية أم لا، مع إعلانهم عن نتائج أعمالهم خلال الأسبوع الجاري.
ورغم أن أغلب البنوك شهدت تراجعا طفيفا في تلك الأصول في الربع الثاني من 2020، فإن مستوياتها كانت لا تزال مرتفعة بحدة مقارنة بنهاية 2019، وهو ما قدم رسالة تحذيرية رغم العام القياسي لمنصات التداول في أكبر الشركات المالية.
وترتبط القفزة في النصف الثاني في “مورغان ستانلي” بالقروض والتزامات الإقراض و”أوراق الاستثمار” المتاحة للبيع بحوالي 3 مليارات دولار والمرتبطة باستكمال شراء شركة التداول برسوم مخفضة “إي تريد فاينانشال كورب” (E*Trade Financial Corp) في أكتوبر، وفقا للقوائم المالية.
وأضاف “سيتي غروب” مليارات الدولارات من القروض والمشتقات المعقدة المرتبطة بالأسهم في النصف الثاني من العام.
ورفض المتحدثون باسم الشركتين التعليق على الأمر.
- صفقات معقدة
وتعكس تلك الزيادة على أساس سنوي – التي تقول البنوك إنها تقف حاليا عند حوالي 233 مليار دولار من أصول المستوى “3” مقارنة بـ 200 مليار دولار منذ 12 شهرا – الصفقات المعقدة التي أبرمتها البنوك في الأشهر الأولى من 2020 مع تدافع المستثمرين للرهان على التقلبات السوقية أو حماية أنفسهم منها، واضطر المقترضون أيضا إلى إعادة تصنيف أصولهم الحالية كأصول من المستوى “3” مع تسبب فيروس كورونا في اضطراب الأسواق وجعله للصفقات المعقدة بالفعل أكثر صعوبة في التقييم.
ويجري المشرعون والمستثمرون على حد سواء تدقيقا خاصا على أصول مستوى “3” لأن هناك القليل من البيانات السوقية المتاحة عن تلك الأوراق المالية بسبب طبيعتها المقصورة على فئة معينة، ما يجعلها صعبة التقييم، وبالتالي تقرر البنوك بنفسها قيمتها بناءً على نماذج المخاطر الداخلية والاتجاهات التاريخية، وخلال الأزمة المالية العالمية أثبتت تقييمات المقرضين لها أنها غير واقعية وفقدوا مليارات الدولارات.
وتتناقض تلك الأوراق المالية مع ما يعرف بأصول المستوى “1” الشفافة والمتاحة أسعارها مثل الأسهم، أما أصول مستوى “2”، التي تتضمن الكثير من المشتقات، فتكون أصعب في التقييم، ولكن هناك بعض البيانات الخارجية المتوافرة التي تساعد على تسعيرها.
ويمتلك البنك الألماني “دويتشه بنك” أصولا من المستوى “3” بحوالي 24 مليار يورو (28 مليار دولار) أي أكثر من أيٍ من منافسيه، ومع ذلك، كان واحدا من البنوك القليلة التي قلصت حيازتها خلال العام الماضي، أما “غولدمان ساكس”، ثاني أكبر مالك لتلك الأصول، فيحمل أكثر من 25 مليار دولار من الاستثمارات صعبة التقييم.
ورغم الزيادات في حيازات “سيتي غروب” و”مورغان ستانلي”، فلا تشكل أصول المستوى “3” مصدر قلق كبير للبنوك الأمريكية، لأنها تمثل حصة أصغر من أعمالهم الإجمالية، أما في البنوك الأوروبية فيزداد حجم الأصول صعبة التقييم في الميزانيات العمومية، وعلى سبيل المثال، تصل إلى أكثر من 50% من رأس المال الأساسي، الذي يعد مقياسا رئيسيا للقوة المالية، في “دويتشه بنك” الواقع في فرانكفورت، بينما تبلغ 6% فقط في “بنك أوف أمريكا” الواقع في تشارلوت بولاية نورث كارولاينا.