المصدر: الشرق بلومبيرغ. اخبار البنوك في بريطانيا.
تفوَّقت مجموعة “لويدز المصرفية” على التوقُّعات في الربع الأول، فقد عكست بعض المخصصات للقروض المعدومة، قائلة إنَّ الاقتصاد البريطاني يظهر علامات التعافي من جائحة كوفيد-19.
بلغت أرباح ما قبل الضريبة 1.9 مليار جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار) متجاوزة توقُّعات المحللين عند 1.17 مليار جنيه إسترليني. وقامت “لويدز” أيضاً بترقية توقُّعاتها للمملكة المتحدة، إذ تمَّ تطعيم نصف السكان جزئياً على الأقل، وتتوقَّع الآن أن يرتفع معدل النمو إلى 5% هذا العام.
وحرر أكبر مقرض لرهن عقاري في بريطانيا 323 مليون جنيه استرليني، كان قد خصصها لقروض متعثرة.
شهد البنك عدداً أقل من حالات التخلُّف عن السداد بسبب إجراءات الدعم الحكومية الموسعة، وكذلك النمو الأسرع. وتوقَّع محللون أن تضيف “لويدز” المزيد إلى مخصصات العام الماضي البالغة 4.2 مليار جنيه.
وقال الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته أنطونيو هورتا أوسوريو في آخر أرباح له قبل أن ينضمَّ إلى مجموعة “كريدي سويس” كرئيس مجلس إدارة: “نتوقَّع الآن سيناريو اقتصادياً أفضل”. ويذكر أنَّ المدير المالي ويليام تشالمرز سيصبح رئيساً مؤقتاً في الشهر المقبل، قبل أن يتولى تشارلي نون، رئيس الثروة في “إتش إس بي سي”، المنصب في أغسطس.
ارتفعت أسهم البنك 4.9% في بداية تعاملات لندن. من جهته قال جوزيف ديكرسون، المحلل في “جيفيريز إنترناشيونال”: “إنَّه ربع أول ممتاز على جميع الجبهات”.
- زيادة الإنفاق
ينضمُّ “لويدز” إلى البنوك في جميع أنحاء أوروبا في نظرتها المتفائلة تجاه العام المقبل. وحررت “إتش إس بي سي”، يوم الثلاثاء أيضاً بعض المخصصات، قائلة إنَّ التوقُّعات للمملكة المتحدة قد تحسَّنت بشكل ملحوظ، في حين تفوَّق في يوم الأربعاء كلٌّ من “دويتشه بنك”، و”بانكو سانتاندير” على التوقُّعات. وقال تشالمرز، إنَّ البنك الذي يتخذ من لندن مقرّاً له يستعد “لموجة ثالثة متواضعة” في توقُّعاته لعام 2021، في حين لا يزال يتوقَّع تحسُّن الإنفاق، وإعادة فتح الاقتصاد.
عاد المتسوقون البريطانيون بسرعة أكبر من المتوقَّع، حتى قبل أن تبدأ الحكومة في إلغاء إجراءات الإغلاق لشهر يناير. وكان الطلب على قروض الإسكان مرناً خلال الوباء، وساعدته الإعفاءات الضريبية، وحصل على دفعة أخرى في شهر مارس من إحياء 95% من القروض العقارية إلى القيمة، التي ضمَّنتها الحكومة جزئياً.
وقال هورتا أوسوريو للصحفيين، إنَّ إتمام الرهن العقاري في مارس بلغ أعلى مستوى له منذ 2008.
وحقق مؤشر ” CET1″، وهو مقياس رئيسي لقوة رأس المال، تقدُّماً بشكل كبير” على أهدافه عند 16.7%، في حين انخفضت التكاليف 2% كجزء من حملة تقليص طويلة الأمد. وأشار البنك بالفعل إلى عودة توزيعات الأرباح، ويأمل أن ترفع في الأشهر المقبلة هيئة التنظيم الاحترازية في المملكة المتحدة الحدود التي تمَّ وضعها خلال الوباء.
وقال نيكولاس هيت، محلل الأسهم في “هارغريفيس لانسداون”: لقد بنت “لويدز” موقعاً رأسمالياً هائلاً خلال العام الماضي، لذلك فإنَّ إعادة شراء الأسهم، أو توزيعات الأرباح الخاصة، أو النمو القوي أو حتى الاستحواذ، كلها احتمالات قائمة.”
وأقرضت “لويدز” أيضاً حوالي 12 مليار جنيه إسترليني في إطار البرامج المدعومة من الدولة لدعم الأعمال التجارية خلال الوباء. وبدأت مدفوعات السداد الأولى في الانخفاض، على الرغم من أنَّ الحكومة تسمح للمقترضين بالتأخر لمدة ستة أشهر أخرى لوقف موجة من التخلُّف عن السداد، في الوقت الذي لا يزال الاقتصاد فيه مقيَّداً بإجراءات كوفيد-19.
وقال تشالمرز: “لقد فعلنا كل ما في وسعنا لتصفية عمليات الاحتيال من طلبات القروض المرتدة”.
من جهة أخرى، يبدو أنَّ المحادثات المتعلِّقة بالاستعانة بمصادر خارجية لاسترداد ديون الأعمال المدعومة من دافعي الضرائب قد وصلت إلى طريق مسدود، فقد أخبر المدير المالي المراسلين أنَّ البنوك ستكون مسؤولة عن قروضها الخاصة.