المصدر: الامارات اليوم.
قال مصرفيون إن البنوك توفر 80% من خدماتها للأفراد والشركات إلكترونياً، سواء عبر مواقعها، أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، لافتين إلى أن بعض الخدمات لاتزال تستلزم زيارة الفرع، مثل الإيداعات النقدية الكبيرة، أو التوقيع على نموذج فتح حساب، أو طلب تمويل.
وأوضحوا، لـ«الإمارات اليوم»، أن المصارف في دولة الإمارات تمتلك بنية تقنية متطورة، وتضاهي أفضل النظم المعمول بها عالمياً، إلا أن بعض المتعاملين لايزالون يفضلون زيارة الفروع، إما لعدم قدرتهم على التعامل مع التقنيات الحديثة بشكل كامل، أو لعدم ثقتهم بإنجاز مهامهم المصرفية عبر التطبيقات الذكية.
ووفقاً لأحدث بيانات أصدرها «المركزي»، فقد أغلقت البنوك الوطنية، خلال الأشهر الـ 10 الأولى من العام الماضي، 109 فروع، ليصل إجمالي الفروع إلى 547 فرعاً في نهاية أكتوبر الماضي، مقابل 656 فرعاً في نهاية ديسمبر 2019.
بنية تقنية
وتفصيلاً، قال الخبير المصرفي، أمجد نصر، إن البنوك تمتلك بنية تقنية قوية، كلفتها ملايين الدراهم على مدار السنوات الـ 10 الماضية، ووفرت من خلالها ما نسبته 80% تقريباً من خدماتها عبر «أون لاين» وتطبيقات الهواتف الذكية، في وقت لايزال بوسعها الوصول إلى نسبة 100% خلال الفترة القريبة المقبلة.
وأضاف أن ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عمّقت التوجّه نحول إنجاز المعاملات المصرفية إلكترونياً، والعمل عن بُعد، لذلك، لم تعدّ هناك حاجة للفروع كما كان الوضع سابقاً.
وأوضح أنه على الرغم من ذلك، تحتفظ البنوك بعدد معقول من الفروع، لخدمة المتعاملين الراغبين في التعامل المباشر مثل كبار السن، أو من لا يثق بالتعاملات المصرفية عبر الإنترنت، لافتاً إلى أن بعض المعاملات أيضاً لاتزال تتطلب زيارة الفرع، مثل التوقيع على نماذج فتح حساب، أو طلب تمويل، أو إيداع مبالغ مالية كبيرة.
توفير النفقات
من جانبه، قال الخبير المصرفي، مهند عوني، إن 80% من الخدمات المصرفية للأفراد والشركات يمكن القيام بها حالياً عبر «أون لاين»، أو الاتصال الهاتفي، ولذلك لم تعدّ هناك حاجة إلى الفروع الكبيرة، وتم تقليص عددها لتوفير النفقات التشغيلية، وتوجيهها نحو تحسين الخدمات، وحماية النظام البنكي، وضمان أمن المعلومات، وهذا بدوره مكلف بدرجة كبيرة.
وتابع عوني: «لاتزال بعض الخدمات تتطلب زيارة الفروع حالياً، مثل تحويل الأموال بأرقام كبيرة، بأكثر من 100 ألف درهم، أو إيداعها في الحساب المصرفي، فضلاً عن التوقيعات الضرورية، إذ تشترط بعض البنوك حضور المتعامل شخصياً، وزيارة الفرع للحصول على كشف حساب مختوم، أو فتح حساب مصرفي، أو التقدم بطلب تمويل».
عدد الزيارات
في السياق نفسه، اتفق المصرفي أحمد ناصر، في أن نحو 80% من الخدمات المصرفية تقدم «أون لاين»، لكن إذا كان المتعامل لا يمتلك خبرة كافية في التعامل مع التقنيات الحديثة، فإنه يضطر إلى زيارة فرع البنك لإنجاز معاملاته.
وأكد ناصر أن عدد الزيارات لفروع البنوك قلّ كثيراً جداً، مقارنة بالسنوات السابقة، وذلك بفضل اعتماد العديد من المتعاملين على الخدمات عبر الـ «أون لاين»، خصوصاً أن البنوك وفرت تطبيقات على الهواتف الذكية بدرجة أمان عالية، كما أصبح المتعامل نفسه يفضل اختصار الوقت، وإنجاز ما يريده من خلال هاتفه، أو الاتصال بمركز خدمة المتعاملين، أو إرسال بريد إلكتروني بطلب الخدمة.
وأضاف: «لايزال هناك عدد محدود للغاية من المعاملات يتطلب زيارة المتعامل للفرع، مثل فتح الحساب المصرفي، إذا كان البنك لا يعتمد التوقيع الإلكتروني، أو في حال تحويل مبالغ مالية كبيرة أو إيداعها».
وقال: «من الطبيعي في هذا الوضع أن تغلق البنوك الفروع التي لا يوجد عليها ضغط، خصوصاً أن فترة العمل عن بُعد أثبتت كفاءة التوجه للخدمات المصرفية الإلكترونية».