سجلت العملة الصينية أعلى صعود يومي لها أمام الدولار الأميركي في تداولات الجمعة، وسط إقبال قياسي من المستثمرين الأجانب على الأصول الصينية وتنامي التوقعات المتعلقة بفوز بايدن في السباق الرئاسي المقبل ما سينعكس بالإيجاب من وجهة نظرهم على تطورات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وارتفع سعر الرنمينبي الصيني المتداول في بر الصين الرئيسي بنحو 1.45% أمام الدولار إلى مستوى 6.69 رنمينبي للدولار الواحد وهي أعلى نسبة صعود يومية منذ فك ارتباط العملة الصينية بالدولار في العام 2005، بحسب ما ذكرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
فيما ارتفع سعر الرنمينبي الخارجي بنحو 09% إلى مستويات 6.68 رنمينبي للدولار الواحد، وسط موجة شراء من قبل المستثمرين على بعض الأصول المالية للصين والتي باتت تقدم عوائد جيدة في خضم جائحة كورونا التي تجتاح الاقتصاد العالمي.
ولدى الصين نوعان من الرنمينبي، وحدتهما اليوان، الأول الذي يتم تداوله في بر الصين الرئيسي والذي يتقلب في نطاق ضيق أمام العملات تحدده السلطات النقدية، والرنمينبي الخارجي والذي لا يخضع لسيطرة كبيرة من قبل بنك الشعب الصيني، البنك المركزي، ولكن السلطات تراقب تحركاته عن كثب.
وتشهد الأصول الصينية ارتفاعا في الطلب على نحو متزايد مع تعافي الاقتصاد من تبعات الجائحة والعوائد الجاذبة التي تقدمها الأدوات الاستثمارية الصينية للمستثمرين الباحثين عن تحقيق عوائد جيدة في بيئة تكاد تكون صفرية وسط إجراءات التيسير التي تتخذها البنوك المركزية حول العالم لتخفيف تبعات الجائحة
وقال رئيس أبحاث الصدف لدى ANZ لصحيفة “فايننشال تايمز”، لقد أصبحت الصين مزارا للمستثمرين الباحثين عن تحقيق المكاسب مع التراجع الكبير في العوائد التي تشهده الأصول الاستثمارية حول العالم، شاهدنا ما يحدث في عوائد السندات الأميركية في وقت تقدم فيه السندات الصينية واحدة من أفضل العوائد الجيدة بالأسواق العالمية وهو أمر يتعلق أيضا بجودة السندات التابعة للحكومة الصينية… أسواق الأسهم أيضا تقدم عوائد جيدة”.
وارتفع حجم تدفقات الأجانب في الأسهم الصينية منذ مطلع العام الجاري إلى نحو 90 مليار رنمينبي أو ما يوازي 13.4 مليار دولار، لترتفع إجمالي حيازات الأجانب من الأسهم المدرجة في سوق المال الصيني إلى أكثر من تريليون رنمينبي.