11483787271609292576

المصدر: الشرق بلومبيرج.
لقد كان عاماً صعباً بكل المقاييس، ولكن بالنسبة إلى بتكوين، فإن 2020 كان رائعاً؛ إذ تضاعفت قيمة العملة الرقمة ثلاثة أضعاف، متجاوزة 20 ألف دولار للمرة الأولى بعدما سجلت مستوى قياسياً جديداً واحداً تلو آخر. وأشاد المتعصبون بها باعتبارها أداة تحوط من التضخم في عصر السخاء غير المسبوق من البنوك المركزية، ووصفها المؤيدون في وول ستريت من بول تودور جونز إلى ستانلي دراكينميلر بأنها أصل بديل ما أضاف إلى مكاسبها.

ونقلت شركات مثل “مايكروستراتيجي” (MicroStrategy) و”سكوير” (Square) احتياطياتها النقدية إلى العملة الافتراضية بحثاً عن عائدات أفضل من تلك القريبة من الصفر التي تولدها الفائدة.

ورغم أنه لا سبب من أسباب شراء بتكوين يعود إلى أصل إنشائها كبديل للعملات الورقية، فإنها دليل على قبول متزايد للعملة الرقمية كأصل قائم بذاته. وهو ما أعطى المجتمع المتعصب للعملات الافتراضية انتصاراً آخر في سعيهم لاعتماد العملة على نطاق واسع.

وقال مات هوجان، مدير الاستثمار في “بيتوايز آسيت مانجمينت” (Bitwise Asset Management) إن “ما يحدث الآن ويتطور بشكل أسرع مما يمكن أن يتخيل أي أحد هو أن بتكوين تنتقل من كونها أصلا هامشيا مقصورا على فئة معينة إلى أصل رائج”.

وأوضح أن الأصل سيصبح رائجاً في ظل وجود الكثير جداً من الأموال التي ستتدفق إلى العملات الرقمية، مضيفاً أنه متفائل جداً بشأن أداء بتكوين في عام 2021.

وقال جاي هيرش، المدير الإداري لمنصة التداول عبر الإنترنت “إيتورو” (eToro) في الولايات المتحدة، إنه في ظل جذب بتكوين انتباها أكبر، يمكن أن تخضع للمزيد من التدقيق من قبل المشرعين.

ورغم هذا الارتفاع الصاروخي في القيمة، حذر هيرش من بعض الغيوم العاصفة في الأفق؛ بما في ذلك التداعيات الناتجة عن إجراءات اللحظة الأخيرة التي قد تتخذها حكومة ترامب بجانب أسباب أخرى.

شتاء العملة الرقمية
ويقول المتفائلون إنه من عدة جوانب، أثبت العام الذي يضربه الوباء أنه البيئة المثالية للعملة الرقمية، وأثارت التحذيرات من الطبع المتهور للأموال من قبل البنوك المركزية -التي أعرب بعضها عن اهتمامه بالأصول الرقمية- المخاوف من خروج التضخم عن السيطرة مع استمرار بقاء الفائدة عند مستويات شديدة الانخفاض، وهو ما دفع بعض المستثمرين لمطاردة العائدات والتحوط باستخدام العملات الرقمية، ورفع أسعارها فوق 24 ألف دولار من حوالي 7200 دولار في بداية يناير.

ويعد توقع اتجاه العملات الرقمية تمريناً محفوفاً بالمخاطر؛ فقد ترك العديد من المستثمرين العملة ورائهم بعد أن أدى صعودها في 2017 إلى انهيار في العام التالي، وهي فترة يشار إليها في بعض الأحيان بـ”شتاء العملة الرقمية”، ولكنها ارتفعت بأكثر من 200% في 2020 ويقول العديد من المستثمرين إنها ستواصل المكاسب العام المقبل.

وأظهرت دراسة مسحية أجراها بنك “دويتشه” أن الأغلبية يتوقعون أن تنهي بتكوين عام 2021 في مستوى أعلى. ويتوقع 41% من المشاركين مستوى مستهدفا بين 20 إلى 49 ألف دولار، بينما يتوقع 12% أن تتجاوز 100 ألف دولار، وفقاً لجيم ريد، الخبير الاستراتيجي في الشركة.

ماذا يوجد على الرادار؟
بالنسبة لميلتيم ديمرورز، مديرة الاستراتيجية في شركة إدارة الأصول الرقمية “كوين شيرز” (CoinShares)، هناك بعض المخاوف بشأن ما ستعنيه الحكومة المقبلة لمجال العملات الرقمية.

وقالت ديمرورز: “بشكل عام، أعتقد أننا نواجه بعض التحديات مع الديموقراطيين لأنهم يفضلون المزيد من التنظيم والإشراف..وأشعر بالقلق من اتجاه الأمور خاصة في ظل ما يحدث مع قضايا الاحتكار وتآكل خصوصية الإنترنت”. ومع ذلك ترى ديمرورز أن القطاع لديه بعض الحلفاء بما في ذلك عضو الكونغرس باتريك ماكهنري عن ولاية نورث كارولاينا ووارن ديفيدسون عن ولاية أوهايو، الذين قالت عنهما إنهما مناصران لحفظ الخصوصية المالية للمستهلك.

ومستقبلاً، يقول العديد من الاستراتيجيين والمستثمرين إن القطاع قد يشهد المزيد من التدقيق والتنظيمات الأكثر صرامة مع وجود بايدن في البيت الأبيض.

وبالطبع سيعتمد الكثير على من يملأ المناصب الرئيسية داخل الحكومة. ولطالما حذرت، جانيت يلين، المرشحة لمنصب وزيرة الخزانة في حكومة بايدن، المستثمرين في السنوات الأخيرة من بتكوين، قائلة إنها “أصل عالي المخاطر”، و”ليست مخزناً ثابتا للقيمة”، ولم يستجب ممثل فوراً لطلبات للتعليق.

وفي نفس الوقت، نقلت “بلومبرغ نيوز” أن جاري جينسلر قد يتم ترشيحه ليحل محل جاي كلايتون رئيساً لهيئة الأوراق المالية والبورصات.

ويعد خروج كلايتون بمثابة أنباء جيدة لمؤيدي العملات الرقمية الذين رأوه متشدداً خلال سنوات رئاسته، والذي رفع دعوى قضائية لوقف العروض الأولية للعملات الرقمية، ورفض الطلبات التي تقدمت بها صناديق المؤشرات المدعومة ببتكوين، وأطلق دعوى قضائية مؤخراً ضد “ريبل لابس” (Ripple Labs Inc).

ويشغل جينسلر، الذي خدم كرئيس لجنة تداول العقود الآجلة للسلع خلال حكومة أوباما، منصب كبير المستشارين في مبادرة العملة الرقمية لدى “ميت ميديا لاب”، ويحاضر بشأن تكنولوجيا “بلوكتشين” والعملات الرقمية.

ووفقاً لهيرش من “إيتورو”، يوجد عدم يقين بشأن تعامل حكومة بايدن مع العملات الرقمية، ولكن الترشيحات واضحة لأن يلين مناهضة شهيرة للعملات الافتراضية بينما جينسلر مؤيد.

وقال هيرش: “بدون معرفة كيف ستسعى السلطات لتنظيم سوق العملات الافتراضية في السنوات المقبلة، من الصعب مواصلة النمو بنفس وتيرة اليوم خاصة إذا استهدفت التنظيمات -كما يخشى البعض الآن- تقييد الابتكار بدلا ًمن تشجيعه.. ومجدداً الوضوح هو أهم عناصر اللعبة”.