قال بنك أوف أميركا اليوم الجمعة إن صناديق السندات شهدت ثاني أكبر دخول للتدفقات الأسبوعية على الإطلاق بواقع 25.9 مليار دولار، إذ تواصل الأسواق الوضع في الحسبان فوز كاسح للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تُجرى الشهر القادم، مما قد يعني المزيد من التحفيز المالي.
وقال بنك الاستثمار الأميركي “تمخض الانتخابات عن موجة زرقاء (فوز الديمقراطيين) تحول بشكل مثير للفضول من إجماع على أنه محفز للنزول إلى الصعود في الأشهر الأخيرة”.
وقال بنك أوف أميركا إن صناديق الأسهم جذبت 4.4 مليار دولار، مدفوعة في الأساس بالأسهم الأميركية. واستقطبت صناديق السندات الحكومية والخزانة الأميركية 3.8 مليار دولار في أكبر دخول للتدفقات في 14 أسبوعا، في الأسبوع المنتهي في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتاريخيا، فإن فوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية أو ما يعرف بسيناريو الموج الأزرق غالبا ما يصاحبه عمليات بيع أولية في الأسواق في انتظار الوقوف على طبيعة السياسات الاقتصادية التي سينتهجها الرئيس الجديد.
ويقول المحللون لصحيفة “فايننشال تايمز” إن السياسات التي انتهجها الفيدرالي الأميركي في الآونة الأخيرة لعبت دورا بارزا في اتساع منحنى العائد بالسوق مع سياسة شراء الأصول التي ينتهجها البنك والتي تسمح له بشراء سندات تبلغ قيمتها نحو 80 مليار دولار بصورة شهرية عبر آجال مختلفة، وهي الخطوة التي اتخذها الفيدرالي لضمان الحفاظ على مستويات قوية للسيولة بالسوق.
وقالت بريا ميسرا، رئيسة الأبحاث لدى TD Securities للصحيفة “الأسواق تدرك جيدا أن الموج الأزرق يعني المزيد من المعروض وبالتالي أسعار فائدة مرتفعة، وبالتالي فإن الاحتفاظ بالسندات طويلة الأجل في تلك الأوضاع لا يبدو بالأمر المنطقي. التقلبات التي تشهدها أسواق السندات مرتبطة بمخاوف وهواجس لدى المستثمرين حيال السياسات المقبلة للفيدرالي حال فوز بايدن في الانتخابات”.
ويشير تقرير الصحيفة إلى مطالب دائمة من قبل المستثمرين للفيدرالي بتحويل دفة مشترياته بشكل أكبر نحو السندات طويلة الأجل بالنظر إلى أن وزارة الخزانة الأميركية كثفت بالآونة الأخيرة حجم إصداراتها من تلك السندات، وهو ما أدى إلى زيادة المعروض وتراجع العوائد ما جعل القلق ينتاب المستثمرين حيال جدوى ضخ أموالهم في الديون الأميركية طويلة الأجل.