وكانت قد صرح بذلك مشاركته في مؤتمر «غلوبل فايننس» الافتراضي بعنوان «التمويل والصيرفة في الكويت»

المصدر: الراي. اخبار البنوك في الكويت.

قال الرئيس التنفيذي بالتكليف لمجموعة «بيت التمويل الكويتي» (بيتك)، عبد الوهاب عيسى الرشود، إن جائحة «كورونا» كانت بمثابة فرصة جيدة لاختبار مرونة أداء البنك وأعماله وإستراتيجيته للتحول الرقمي، إذ أنه في الوقت الذي كانت خلاله بعض القطاعات والصناعات تعاني من آثارها، حافظ «بيتك» على أدائه عالياً وواصل تقديم خدماته المصرفية عالية الجودة عبر «الموبايل» من دون انقطاع، مع التركيز على سلامة وصحة موظفيه وعملائه.

وأضاف الرشود، خلال مشاركته في مؤتمر «غلوبل فايننس» الافتراضي بعنوان «التمويل والصيرفة في الكويت»، الذي جَمَعَ مسؤولين كباراً وخبراء من قطاع البنوك والخدمات المالية وشخصيات اقتصادية بارزة من القطاعين العام والخاص، وممثلين من شركات التكنولوجيا المالية، أنه رغم التحدي غير المسبوق بسبب أزمة «كوفيد-19» وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية الحادة، إلا أن النهج الشامل والاستباقية لـ«بيتك» مكّنه من إدارة الأزمة بكل فعالية، بفضل تسخير أدواته الرقمية بالكامل لصالح توفير كل الخدمات المصرفية لعملائه بسهولة.

وأفاد بأن مشاكل عدة عانى منها الاقتصاد الكويتي في 2020 تمثّلت بالضغوط الاقتصادية والاجتماعية، مثل انخفاض أسعار النفط، وعدم تنوع الاقتصاد، وضعف بيئة التشغيل والعجز المالي وخلل التركيبة السكانية، مضيفاً أن فيروس «كوفيد-19» زاد من الضغوط الواقعة على المركز المالي للكويت والنشاط الاقتصادي، الأمر الذي حدّ من قدرتها على معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية المتجذرة.

ولفت إلى أن الجائحة دفعت الجهات المختصة والقطاع المالي إلى اتخاذ سياسات وإجراءات تخفيفية لامتصاص آثار «كوفيد-19» بسرعة، مستشهداً بقدرة البنوك الكبيرة على استيعاب الوضع غير المسبوق، بفضل مستويات رأسمالها المرتفعة وسيولتها المتراكمة لديها مقارنة بالأزمات الأخيرة والمخصصات الاحترازية التي جنّبتها بناءً على المتطلبات الرقابية.

وذكر أن النظرة المستقبلية تعتمد على تعافي الاقتصاد وعودة ثقة المستثمرين في السوق، والتي تتعلّق بطبيعة الحال بفيروس كورونا المستجد.

  • استمرار الإنفاق

وأكد الرشود أن المطلوب من الحكومة الاستمرار في الإنفاق على المشاريع المخطط لها، واتخاذ ما يلزم من تدابير لدعم الاقتصاد في ظل الوضع الراهن، مشيراً إلى أن تداعيات الجائحة تباينت بين القطاعات ولم تكن متساوية، إذ أنه في حين تأثرت بعض القطاعات، استطاعت أخرى أن تستفيد.

وبيّن أن الشركات الصغيرة والمتوسطة والبنية التحتية والإنشاء والطيران والفنادق والنقل، كانت من بين أشد المتأثرين بتداعيات الفيروس، ولكن بإمكانها التعافي حالما تعود الأمور إلى طبيعتها، في حين استفادت شركات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية ووسائل إعلامية من الجائحة بعد ارتفاع الطلب عليها بشكل كبير.

  • تحديات التكنولوجيا

وقال الرشود إن الصناعة المصرفية شهدت تطوراً هائلاً خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن أنها تمر بعملية تحول رقمي يتم خلالها أتمتة العديد من العمليات بشكل آلي.

وأضاف أن القطاع المصرفي الكويتي حرص على الاستثمار في التكنولوجيا المصرفية والمالية والتحول الرقمي، لاسيما وأن هذا الاتجاه سيعزز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الكويتي لأنه يعتبر جزءاً أساسياً من رؤية الكويت لعام 2035 لتصبح مركزاً مالياً وتجارياً إقليمياً وعالمياً.

ولفت إلى أن جهود بنك الكويت المركزي في دعم توجه البنوك نحو التحول الرقمي تحظى بتقدير كبير، إذ قطع أشواطاً كبيرة في تمهيد الطريق نحو تطوير أطر عمل التكنولوجيا المالية الجديدة من خلال استخدام البيئة الرقابية التجريبية «sand boxes» والبنية التحتية المناسبة، ولو أنها في الكويت قد لا تتوافق مع جميع الخدمات الرقمية.

ونوه الرشود إلى أن الأمن السيبراني يمثل مصدر قلق بالغاً للبنوك، يجعلها تفكر مرتين قبل طرح الخدمات المبتكرة، مضيفاً أن بعض الخدمات الرقمية جاهزة للتشغيل، ولكن مخاوف الأمن السيبراني تعيقها.

  • المشروعات الصغيرة

وقال الرشود إن إشراك القطاع الخاص في خطة التنمية لرفع العبء عن الحكومة في التزامها بإيجاد وظائف للمواطنين أمر بالغ الأهمية، وإن هذه المشاركة قادرة على تحفيز القطاع الخاص بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة على النمو الذي يشكّل عاملاً رئيسياً لخلق وظائف جديدة ودعم خطة التنمية.

وأضاف أن قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة يعد أحد القطاعات الرئيسية المستهدفة من قبل الحكومة ومن ثم البنوك لتحقيق رؤية 2035.

وأكد الرشود أن «بيتك» يعتبر أول بنك في الكويت يقوم بتأسيس إدارة تمويل لقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى دعم الحكومة الكويتية للقطاع، من خلال برنامج خاص من شأنه أن يشجع رواد الأعمال على بدء أعمالهم الخاصة بهم.

ولفت إلى أن البنوك الآن تتخذ تحت إشراف الحكومة جميع الإجراءات الداعمة لدعم جميع عملاء الشركات الصغيرة والمتوسطة المتضررة، لتمكينهم من الصمود والتغلب على آثار «كوفيد-19»، من خلال إعادة جدولة ديونها أو من خلال التمويل المدعوم بالإضافة إلى الاستمرار في منح تمويل جديد للعملاء غير المتأثرين، وأعرب عن أمله بتعافي القطاع الاقتصادي سريعاً، لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الانتعاش والنمو مرة أخرى.

  • الاعتبارات الاجتماعية

فيما يتعلق بالاعتبارات البيئية والاجتماعية والحوكمة التي اكتسبت مكانة بارزة خلال الجائحة، قال الرشود إنه على الصعيد المحلي، استطاعت الكويت أن تلعب دوراً كبيراً في التعامل مع الأزمات على المستوى الاجتماعي، وقد ثبت ذلك من خلال مبادرة «المركزي» بالتعاون مع الحكومة والقطاع المصرفي لتأجيل الأقساط لمدة 6 أشهر لجميع عملاء البنوك، إذ كان لهذه المبادرة التأثير الكبير على الأسر وساهمت في الحفاظ على مستواها المالي دون تأثر.

وكشف عن التزام البنوك الكويتية بالإجراءات الاحترازية الحكومية لتقليل عدد الموظفين في أماكن العمل لتجنب الازدحام، وأنها نفذت بروتوكولات العمل الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا بالطريقة المثلى، وشاركت في نشر الوعي بكيفية التعامل مع الجائحة.

  • تحديات الرقمنة

واستعرض الرشود أبرز الخدمات المصرفية الرقمية المتطورة التي يوفرها «بيتك» لعملائه، قائلاً إن كفاءة هذه الخدمات كانت واضحة في 2020، إذ بلغ عدد العمليات المصرفية الالكترونية التي نفذها العملاء عبر (KFHonline) على الموقع الإلكتروني أو عبر تطبيق الموبايل، أكثر من 140 مليون عملية مصرفية خلال 2020.

وذكر أن «بيتك» هو أول بنك في العالم يقدم خدمة الإصدار الفوري لبطاقة الصراف الآلي عن طريق الأجهزة اللوحية، باستخدام التقنية الجديدة (NCR Hybrid Solution)، كما أطلق خدمة فتح حساب مصرفي أونلاين للمواطنين والمقيمين دون حاجة إلى زيارة الفرع. ويأتي ذلك في وقت يوفر «بيتك» خدمة متابعة التحويلات المصرفية بنظام سويفت «SWIFT GPI» إلكترونياً عبر (KFHOnline)، وخدمة إيداع الشيكات عبر الموبايل، والسحب النقدي دون بطاقة من خلال «QR Code» عبر البطاقة المدنية أو رقم الهاتف، وفتح حساب الذهب أونلاين وبيع وشراء الذهب إلكترونياً، وطباعة الشيكات الفورية وشراء سبائك الذهب وتسلمها فوراً، من خلال أجهزة «XTM» الموجودة في الفروع الذكية (KFH Go) البالغ عددها 10 فروع والمنتشرة بأماكن مختلفة في الكويت بما فيها مطار الكويت الدولي، والتي تتيح خدمات مصرفية ذات كفاءة عالية بما يزيد على 80 في المئة من الخدمات والأعمال التي تقدمها الفروع بمفهومها التقليدي.

  • تطوير المواهب

تطرّق الرشود أثناء اللقاء إلى الاهتمام الذي يوليه «بيتك» لتطوير وتدريب كوادره والاحتفاظ بالموظفين الموهوبين، مشيراً إلى أن امتلاك الكفاءات والمواهب في جميع الإدارات يساعده على تجاوز الجائحة لضمان استمرارية الأعمال وتطبيق أقصى قدر من الرقمنة بما يتماشى مع إستراتيجية التحول الرقمي.

وبيّن أنه على الرغم من الجائحة، نجح «بيتك» خلال العام الماضي في تصميم وتنظيم برامج تدريبية لموظفيه تغطي الجوانب المصرفية والفنية والسلوكية.

وشدد الرشود على أن تطوير الكوادر كان له الأولوية في 2020، إذ وفرّ «بيتك» سلسلة من الدورات الافتراضية المكثفة مع جامعة هارفرد، وكلية انسياد العالمية والمعهد الدولي للتطوير الإداري «آي إم دي» لموظفيه، بهدف بناء قدراتهم وإعدادهم كقادة المستقبل للمجموعة.

  • الصدارة بتوطين الوظائف

ذكر الرشود أنه بالنسبة للتكويت، تصدر «بيتك» البنوك الكويتية ومؤسسات القطاع الخاص كافة كأكبر جهة توطين عمالة من حيث نسبة استقطاب الكويتيين من التعيينات الجديدة لسنة 2020 التي بلغت 99 في المئة، بينما كان نحو 70 في المئة من إجمالي التعيينات من نصيب حديثي التخرج.

ولفت الرشود إلى أن «بيتك» البنك الوحيد الذي أطلق برنامج «فرصة» للشباب الكويتي حديثي التخرج المتفوقين، بهدف تطوير مهاراتهم وإعدادهم بأعلى المعايير للدخول في سوق العمل منذ 2009.