المصدر: صحيفة الخليج. اخبار التكنولوجيا المالية في الامارات.
بقلم: أوتو ويليامز، نائب الرئيس للشراكات الاستراتيجية وشركات التكنولوجيا المالية والمشاريع لمنطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في Visa
وضعت جائحة “كوفيد-19” جميع الشركات دون استثناء أمام اختبار حقيقي وغير مألوف، خصوصاً الصغيرة منها. وكانت هذه الشركات الصغيرة التي أحجمت عن تبني التقنيات الرقمية في السنوات الماضية، وانتظرت وقوع أزمة من هذا النوع لرقمنة عملياتها، من بين الأكثر تضرراً من تداعيات الجائحة. وفي المقابل، وقفت الشركات الصغيرة التي حرصت على صياغة استراتيجياتها الرقمية قبل أزمة الجائحة في وضع أفضل من غيرها وتمكنت من التأقلم مع بيئة الأعمال الجديدة والتفوق على منافساتها الأقل حضوراً في الفضاء الرقمي. ويؤكد ذلك على الدور الذي تلعبه المدفوعات الرقمية في مساعدة الشركات الصغيرة على استعادة عافيتها وتأمين مستقبلها. إلا أن النبأ السار هنا هو وجود العديد من الأدوات والحلول الفعالة من حيث التكلفة في متناول الشركات الصغيرة، والتي لا تمكنها من الصمود في وجه التحديات الراهنة فحسب، بل تمهد طريقها للنهوض بأعمالها واستعادة عافيتها.
مساعدة الشركات الصغيرة على مواكبة القفزة النوعية في مسار التحول الرقمي
باعتبارها أحد المحركات الرئيسية للقطاع التجاري، تواصل Visa إطلاق البرامج وإتاحة الموارد الجديدة التي تدعم التزامها الدؤوب بتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز مرونة الأعمال. وأظهرت دراسة Visa “العودة إلى الأعمال- آفاق 2021” قيام الشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في الاستطلاع في دولة الإمارات مع نهاية العام 2020 بتبني أشكال جديدة من التقنيات الرقمية (بنسبة 97% مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 83%) سعياً لتلبية سلوكيات العملاء المتغيرة. وتعكف الشركات الصغيرة والمتوسطة في العام 2021 على تقييم تقنيات المدفوعات الأخرى وأسباب اعتبارها مرتكزاً أساسياً لتلبية تطلعات العملاء اليوم، بما فيها تعزيز الأمان والحماية من الاحتيال (54%)؛ توفير خيار تقسيط المدفوعات الإلكترونية (49%، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 35%، في معدل هو الأعلى مقارنة بأي سوق أخرى شملها الاستطلاع).
يمكن لشركات التكنولوجيا المالية إزالة بعض هذه المخاوف التي تراود الشركات الصغيرة عند التفكير في التحول الرقمي ومساعدتها على دخول الفضاء الرقمي، لاسيما في المجالات المتعلقة بالأمان والتجارة الرقمية. وفي الحقيقة، يمكن لها أن تمهد طريق الانتعاش للشركات الصغيرة، بفضل نماذج عملها الفريدة، وتقنياتها المبتكرة وبناها التحتية المرنة.
واستفادت Visa من شراكاتها الاستراتيجية مع شركات التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على غرار هللة؛ وهكبه؛ واس تي سي باي، لرفد الشركات الصغيرة بحلول المدفوعات التي تمتاز بسهولة التطبيق. وإضافة لذلك، وعبر برنامج التكنولوجيا المالية “المسار السريع”، تزود Visa شركات التكنولوجيا المالية بموارد جديدة لتعزيز السرعة والكفاءة، في إطار هدف أسمى يتمحور حول تمهيد الطريق لإطلاق حلول رقمية أخرى منخفضة التكلفة لمساعدة الشركات الصغيرة ضمن المجالات الأكثر إلحاحاً بالنسبة لها. وهنا لمحة عن الطرق التي تستخدمها Visa للتعاون مع شركات التكنولوجيا المالية في مساعدة الشركات الصغيرة على تحقيق تحولها الرقمي.
- إزالة عقبات التحول
لطالما كانت خدمات مثل فتح حساب مصرفي تقليدي وسداد المدفوعات من أبرز نقاط الضعف التي تعاني منها الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة. وفي الوقت الراهن، تعمل شركات التكنولوجيا المالية على مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر حلول التحول الرقمي الفوري التي تتيح للشركات الصغيرة الوصول إلى الخدمات المالية دون عناء يذكر، وإجراء المدفوعات للموردين باستخدام المزايا التي توفرها Visa. - قبول المدفوعات
لم يعد العجز عن قبول نوع ما من مدفوعات البطاقات أمراً مقبولاً بالنسبة للشركات الصغيرة. فلا يمكنهم بكل بساطة التخلي عن الإيرادات التي تأتيهم عبرها لا سيما في هذه المرحلة. وهنا بالضبط تكمن أهمية شركات التكنولوجيا المالية التي تتعاون مع شبكات للمدفوعات، على غرار التي تقدمها Visa. وعلى سبيل المثال، فإن منصتنا المخصصة للأمن السيبراني قادرة على قبول المدفوعات من مختلف البطاقات، علاوة على أنواع المدفوعات الأخرى التي يمكن لشركات المالية إدخالها لمنظومة عمل الشركات الصغيرة. وتتيح شبكتنا للمدفوعات التي تضم أكثر من 60 مليون تاجر وثلاثة مليارات حامل بطاقة للتجار الصغار في دولة الإمارات مثلاً، بيع منتجاتهم لأي مستهلك يحمل منتجات Visa للمدفوعات في أي مكان حول العالم. - إدارة رأس المال العامل
لن يتردد أي مالك لشركة صغيرة بالحديث عن المعاناة المستمرة لإدارة رأس المال العامل أثناء محاولته التأقلم مع ضغوط سداد الرواتب والإيجار ومختلف النفقات الأخرى. وتبرز من هنا أهمية التعاون مع المقرضين، حيث أثبت التمويل الصغير أنه يمثل تحولاً حقيقياً للعديد من الشركات الصغيرة في المنطقة، حيث يتيح لها الوصول إلى رأس المال العامل على شكل قروض صغيرة باستخدام أدوات بديلة لتقييم الأهلية. وتستخدم شركات التكنولوجيا المالية مصادر بديلة للبيانات وآليات مختلفة لتقييم الأهلية تستقطب عبرها شركات استثمار المخاطرة أو جهات الإقراض بين النظراء لتعزيز السيولة في مشهد التمويل. - المخاوف من الاحتيال
يبقى الاحتيال أحد أبرز المخاوف خصوصاً بالنسبة للشركات الصغيرة التي لا تمتلك البنية التحتية والموارد اللازمة للحفاظ على الأمن مثل الشركات الكبيرة. ولذلك، تعمل شركات التكنولوجيا المالية على الاستفادة من قدرات Visa العالمية الموثوقة في التصدي لعمليات الاحتيال والمخاطر، لإطلاق الأدوات والحلول التي تمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من التصدي لمحاولات الاحتيال وحماية أعمالها.
وعلاوة على التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية للتصدي للمخاوف الرقمية المتنامية بين الشركات الصغيرة، طورت Visa حلول قبول المدفوعات بتكلفة منخفضة وتلبي مباشرة احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع المدفوعات. وأطلقت الشركة حل الدفع عبر الهاتف المحمول العام الماضي كمثال على ذلك، والتي تحول أي هاتف ذكي أو جهاز لوحي مزود بنظام تشغيل أندرويد من الجيل الحالي إلى محطة دفع قائمة على البرمجيات، دون الحاجة لأي معدات أو تكلفة إضافية. ويمكن لمالك الشركة ببساطة تنزيل تطبيق Tap-to-Phone من مزود خدمات المدفوعات المعتمد لديه، ثم التسجيل والبدء بقبول المدفوعات اللاتلامسية في غضون دقائق. وعلى الرغم من بساطة هذه الحلول، فإنها تتسم بقوتها الكبيرة وتنطوي على قدرة عالية لتغيير بيئة العمليات وأسلوب العمل للعديد من الشركات حول العالم.
من خلال تقديم حلول فعالة عبر شراكات مثمرة مع شركات التكنولوجيا المالية، تمضي Visa قدماً في التزامها الدؤوب للارتقاء بسوية قطاع المدفوعات للشركات وتمكينها من الوصول إلى القنوات الجديدة ودخول أسواق إضافية، بما يعود بالفائدة على أعمالها ويمكنها من الازدهار بأسلوب جديد.