المستثمرون متعطشون للعوائد المرتفعة

المصدر: العربية. نت. اخبار البنوك في العالم.

تشهد أسواق الدين العالمية فورة في الإصدارات منذ بداية العام الجاري، مع اتجاه الشركات لجمع السيولة اللازمة للإبقاء على أعمالها بعد عام استثنائي في 2020 بسبب جائحة كورونا، وقد سجلت أسواق سندات الخردة أعلى مستوى فصلي على الإطلاق بالربع الأول من العام الجاري للشركات الأميركية.

تشير بيانات “ريفنيتيف”، التي استعرضتها صحيفة “فايننشال تايمز” في تقرير لها، إلى إصداد الشركات الأميركية لنحو 140 مليار دولار من سندات الخردة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، لتتخطى المستوى القياسي المسجل في الربع الثاني من العام الماضي في ذروة تأثر الشركات بفعل الجائحة.

وسندات الخردة هي سندات الشركات المصنفة من قبل وكالات التصنيف الائتماني عند أقل الدرجات الاستثمارية، مع ارتفاع احتمالية تعثر تلك الشركات عن سداد قيمة السند والعائد عليه إلى المستثمرين، ولكنها تقدم واحدة من أفضل العوائد في بيئة بالكاد تكون صفرية لأسعار الفائدة.

ويأمل المستثمرون المتعطشون للعوائد المرتفعة، بما في ذلك مستثمري سندات الخزانة الأميركية التي تعد ملاذا آمنا، في تحقيق المزيد من المكاسب مع توقعات بمواصلة الإقبال على سندات الخردة وارتفاع معنويات المستثمرين الباحثين عن المخاطرة.

وظهر مصطلح سندات الخردة Junk bonds للمرة الأولى في ثمانينيات القرن الماضي، وارتبط في بداية المطاف بعمليات احتيال واسعة النطاق نفذها اثنان من كبار المستثمرين في “وول ستريت” حينها، حينما باعا للمستثمرين سندات لا قيمة لها وأطلق عليهما في حينها “ملوك سندات الخردة”.

وتشير بيانات Ice Data Services إلى ارتفاع حجم سوق السندات الأميركية مرتفعة العائد لنحو 1.5 تريليون دولار، مقارنة مع نحو 1.2 تريليون دولار في مطلع العام الماضي، في إشارة إلى الإقبال منقطع النظير من الشركات على إصدار تلك السندات لتلبية احتياجاتها التمويلية.

وتمثل سندات الخردة من إجمالي تصنيفات وكالة “موديز” نحو 21٪، فيما تقل تلك النسبة إلى 15٪ لوكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيف الائتماني، بحسب بيانات Refinitiv.

وجمعت شركة Royal Caribbean للرحلات السياحية، والتي تقع في قلب أزمة سيولة طاحنة، نحو 1.5 مليار دولار هذا الأسبوع لسداد ديون مستقبلية في واحدة من أبرز الإصدارات لسندات الخردة بالربع الأول من العام الجاري، فيما جمعت شركة التجزئة Neiman Marcus نحو 1.1 مليار دولار، بعد خطط مبدئية لجمع مليار دولار فقط، ولكن الشركة قررت زيادة الإصدار مع ارتفاع الطلب من قبل المستثمرين.