فيما بدا أنها علامة على بداية الطريق نحو تعافي البنوك الأميركية من تبعات جائحة كورونا، تلقت أسهم كبريات المصارف العاملة على ضخ السيولة في شرايين أكبر اقتصاد بالعالم دفعة الجمعة بعد قرار من الفيدرالي الأميركي يسمح لتلك البنوك باستئناف برامج عمليات إعادة شراء الأسهم في الربع الأول من العام المقبل وهي البرامج التي تم تعليقها كإجراء احترازي خلال 2020 بفعل تبعات الجائحة.
وتمثل برامج عمليات إعادة شراء الأسهم عنصرا هاما في القطاع المصرفي مع تمثيل تلك البرامج لنحو 70% من مدفوعات القطاع إلى المساهمين، في وقت قال فيه الفيدرالي إن سقف التوزيعات سيظل دون تغيير وكذلك فإن التوزيعات وعمليات إعادة الشراء في الربع الأول المقبل لن تتخطى متوسط الأرباح الفصلية لآخر أربعة فصول مالية للبنك.
وأعلن بنك “جي.بي.مورغان” في أعقاب قرار الفيدرالي بعدة دقائق عن برنامج لإعادة شراء الأسهم بنحو 30 مليار دولار اعتبارا من العام المقبل، وقال البنك إنه سيواصل الحفاظ على ميزانية وقوائم مالية صحية تسمح له بتوظيف رأس المال في الاستثمار ونمو الأعمال.
وارتفعت أسهم البنوك في تداولات قوية خلال جلسة الجمعة مع ارتفاع أسهم “جي بي مورغان” بنحو 5.3% وغولدمان ساكس بنحو 4.4% وأسهم “ويلز فارغو” بنحو 3.5%، بحسب ما ذكرته شبكة CNBC الأميركية.
وقال الفيدرالي إن إجراءات قيود رؤوس المال التي وضعها أكبر بنك مركزي في العالم بسبب كورونا قد أتت بثمارها مع تمتع البنوك بمؤشرات مالية صحية في اختبارات الضغط التي أجراها البنك لكبريات المصارف العاملة بالسوق للتأكد من متانة القطاع.
وتابع البنك في بيان “لن يتم إعادة فرض متطلبات تعزيز رأس المال في محاولة لضمان توفر احتياطيات كافية لأس خسائر متوقعة”.
وقال مسؤول كبير في الفيدرالي، إن البنوك الكبرى نجحت في بناء معدلات رئيسية لكفاية رأس المال وكذلك قدرات استيعابية لامتصاص الخسائر من خلال المخصصات حتى مع تخصيص نحو 100 مليار دولار كخسائر متوقعة للقروض المتعثرة بفعل الجائحة.