أخبار الصرفة الإسلامية في العالم العربي
رأت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية أن أرباح البنوك الإسلامية الخليجية تتأثر بانخفاض أسعار الفائدة وارتفاع المخصصات وبيئة التشغيل التي لا تزال ضعيفة، لكنها أشارت إلى أن تلك البنوك لا تزال تتغلب على تداعيات تفشي فيروس كورونا، من خلال التركيز على تمويل خدمات التجزئة المنخفضة المخاطر.
وقالت الوكالة في تقرير: «إن الطلب القوي على التمويل الإسلامي في المنطقة، الذي ينمو بشكل أسرع من الخدمات المصرفية التقليدية، سيعوض جزئياً الضغوط التي تعانيها البنوك في الخليج وجنوب شرقي آسيا، والتي تركز على تمويل خدمات التجزئة المنخفضة المخاطر، ما يساعد على حماية أصولها».
ونقلت عن المحلل في الوكالة باديس شبيلات: «القدرة التنظيمية للبنوك الإسلامية في الخليج وجنوب شرقي آسيا غطت تدهور دفاتر القروض لديها، ونتوقع استمرار تكاليف المخصصات المرتفعة بالتأثير في الربحية لكن احتياطيات رساميلها وسيولتها ستغطي بشكل مريح أي خسائر غير متوقعة».
وأضاف: «كما أن صفقات الاندماج والاستحواذ داخل أسواق الصيرفة الإسلامية ستوفر فرصاً كبيرة لتلك الصناعة، وسيبقى العائد على الأصول في المتوسط أقل من مستويات ما قبل كورونا، بسبب أسعار الفائدة المنخفضة وبيئة التشغيل التي لا تزال ضعيفة».
وأكدت «موديز» أن الرساميل التنظيمية للبنوك الإسلامية لا تزال أعلى بكثير من الحد الأدنى من متطلبات كفاية الرساميل، موضحةً أن سيولة البنوك الإسلامية القوية تعكس نمو الودائع مع قيام أغلب العملاء بخفض الإنفاق وسط عدم اليقين الاقتصادي، مذكرة بأن البنوك المركزية في معظم الدول خففت من متطلبات الاحتياطيات واستمرت بدعم سيولة البنوك.
إدارة الأصول
من جهة ثانية، أجرت «موديز» استطلاعاً لكبار مديري الأصول من 8 شركات تمويل رائدة في منطقة الخليج، إذ توقعوا زيادة التدفقات المالية إلى المنطقة على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، وسط الطلب المتزايد على الاستثمارات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية وتلك الخاصة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
وقالت نائبة رئيس قسم الائتمان في الوكالة فانيسا روبرت: «نصف مديري الأصول الذين شاركوا بالاستطلاع شهدوا نمواً من رقمين في صافي التدفقات المالية إلى المنطقة، في حين توقع %33 منهم زيادة من رقم واحد». وأضافت: «تحسن نتائج الاستثمارات والرسوم الأقوى في منطقة الخليج سيدعم نمو الإيرادات بشكل أكبر إلى دول الخليج».
ووجد استطلاع «موديز» أن %38 من المشاركين يتوقعون زيادة كبيرة في الطلب على استثمارات الحكومة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، في حين يتوقع نصف المشاركين بالاستطلاع نمو مبيعات المنتجات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة بشكل أسرع من مبيعات الاستثمارات التقليدية في العام المقبل، موضحة أن الطلب المتزايد على تلك المنتجات يعكس توافر عدد كبير من المسلمين في دول الخليج وجهود الصناعة في توسيع نطاق خيارات الاستثمارات الإسلامية.
وأكد %50 من المشاركين بالاستطلاع، انفتاحهم على نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ خلال العامين المقبلين، حيث إن اهتمامهم بتلك الصفقات يعكس التطور المتزايد لقطاع إدارة الأصول في الخليج، فضلاً عن الضغوط التنافسية المتزايدة في هذا القطاع، في وقت أن تفاؤل المشاركين في الاستطلاع خفف من مخاوفهم بشأن التوترات الجيوسياسية في المنطقة والتداعيات الاقتصادية لـ«كورونا» وتقلب أسعار النفط.
آفاق نمو شركات التأمين التكافلي
لفتت «موديز» لتدهور أرباح شركات التأمين الإسلامي (تكافل) في الخليج خلال النصف الأول من 2021، حيث عادت مطالبات الأقساط إلى مستوياتها الطبيعية بعد عمليات الإغلاق بسبب «كورونا» في العام الماضي والمنافسة، لكنها أوضحت أن آفاق نمو شركات التأمين التكافلي في الخليج لا تزال مناسبة.
ونقلت في تقرير عن محمد علي لوندي محلل أول في الوكالة، قوله: «إن أداء قطاع التأمين التكافلي في الخليج في 2021، يعكس مطالبات الأقساط المتزايدة والمنافسة الشديدة التي ستستمر في فرض تحديات على ربحيتها، في حين أن أسعار الفائدة المنخفضة والأسواق المالية المتقلبة ستؤثر في دخلها الاستثماري».
وتوقعت «موديز» أن تسرع شركات التأمين التكافلي في الخليج استثماراتها التكنولوجية، كما أن الشركات الصغيرة ستسعى إلى اندماجات أو استحواذ شركات كبيرة عليها لتحسين كفاءة تشغيلها والامتثال للمتطلبات التنظيمية بشكل أكثر فعالية، ولا سيما في الكويت والسعودية والإمارات.
وقالت: «إن إيرادات أقساط التأمين المجمعة لشركات التكافل في الخليج ارتفعت بـ%0.5 فقط في النصف الأول من 2021 مقارنة بالفترة نفسها من 2020، وذلك بسبب المنافسة الشديدة في الأسعار. ومع ذلك فإن آفاق قطاع التأمين الإسلامي في المنطقة لا تزال جيدة».
وتوقعت «موديز» أن يستمر مشغلو التأمين التكافلي في الخليج، الذين يركزون على التجزئة، بالاستفادة من توسع تغطية التأمين الإلزامي مثل التأمين الطبي، والطلب المتزايد على التأمين الصحي بعد جائحة كورونا.